على رغم افتقاد الكويتية المتزوجة بغير كويتي الى بعض حقوقها ومزاياها ككويتية، إلا أن البعض يفضل الزوج الأجنبي.
ترى.. لماذا ترتبط الكويتية بغير كويتي، وفي المقابل لماذا يستنكر المجتمع المحلي مثل هذاالزواج، ألسنا كلنا عربا تجمعنا الأسس الواحدة وان اختلفنا في بعض العادات والتفاصيل؟ قد يكون من غير المنصف الإجابة نظريا على هذه التساؤلات، فليس أجدر وأقدر ممن خضن التجربة للإجابة على هذه الاسئلة من خلال واقعهن ومعايشتهن له.
بل أصبحت الكويتية ترفض وبكل جرأة الرجل الكويتي وتتزوج بغيره.
فلماذا تتخذ هذا الموقف، وما الذي قد يعيب الرجل الكويتي حتى تفضل الزواج بغيره؟ وأمور أخرى كثيرة يمكن ان تتعرف عليها من خلال تجارب جرى التعرف على أسبابها ونتائجها في هذا التحقيق.
***
والحقيقة لم أكن أتوقع في يوم من الايام أنني سوف أتزوج بغير كويتي، خاصة أنه لم يحدث لأي فتاة في اسرتنا أن تزوجت بأجنبي، ولكن الحب هو الذي دفعني الى تشجيع زوجي ليتقدم لخطبتي، فقد عشت معه في العمل ثلاث سنوات، تعرفت عليه عن قرب ولاحظت رقي أخلاقه وبدأت علاقتنا بالإعجاب، ثم تطورت الى حب، ووجدت أن الحب يذيب كل الحواجز والصعاب.
عارضني الأهل في بداية الأمر، وخاصة والدي، ورأوا أنني سأجلب لهم العار، فلو تزوج الشاب بغير كويتية فهذا أمر قد يتقبله مجتمعنا، أما أن يحدث العكس فهو مرفوض.
وبعد اقناع أهلي ورفضي لكل من تقدم للارتباط بي وافقوا على هذه الزيجة خاصة عندما عقدوا مقارنة بين خطيبي الأجنبي وخطيبي الكويتي، ووجدوا ان اختياري صحيح، فزوجي متدين او ملتزم بمعنى أصح، ويحمل شهادة عالية ومثقف ويمكن ان يكون السند لي ولأولاده الذي نستند إليه جميعا.
جاف المشاعر أناني
وتعلق (س. ب) وهي متزوجة بعربي ايضا:
تجربتي مع زوج عربي ناجحة، بل أنا أفضل حظا من شقيقاتي اللاتي تزوجن بكويتيين، وهذا ليس ذما بالرجل الكويتي، فهو ابن بلدي ولا يمكن ان أعيبه، ولكن الحق يقال ان الكويتي جاف في مشاعره، لا يعرف الكلمة الحلوة، لسانه لا يعرف الكلمة المعسولة الطيبة التي يقولها لزوجته، فيقتصد في هذه الكلمات ويوفرها لصديقته، فهو كثيرا ما يخون. كما أنه يقصر في منزله ويحرم زوجته من وجوده نفسيا وجسديا وماديا، ذلك لأنه يشعر بالشبع العاطفي في علاقة أخرى محرمة. واذا ما حاسبته زوجته يرفض بشدة تدخلها في حياته الخاصة أو في علاقته بأصحابه. ورجولته تكمن حسب اعتقاد معظمهم في تحطيم زوجته، فلا يحق لها أن تسأله الى أين تذهب او متى ترجع الى المنزل، ولا يحق لها أن تطالبه بتخصيص يوم لها ولأولادها ليتنزهون فيه كعائلة، ولا يحق لها ان تمنعه من السفر مع أصحابه.
الرجل الكويتي بات أنانيا، لا يفكر إلا في نفسه، وقد حول منزله الى فندق يستريح فيه بعد عناء العمل، فيأكل 'لقمة' جيدة ويرتدي 'هدمة' نظيفة ثم يخرج الى عالمه الخاص الذي لا تعرف عنه الزوجة اي شيء، ويتركها في المنزل وحدها تربي أولادها وتدرسهم وتشتري احتياجات المنزل واحتياجات المدرسة ومستلزمات العيد وجميع المناسبات.
هاجرت مع زوجها
وربما تفضل الكويتيات الزواج بكويتي للحصول على الأمان والاستقرار.. تقول (ع. ع):
تزوجت عراقيا قبل الغزو، وعندما حصل الغزو كنت حاملا ولي ابن عمره عامين، وبعد ان من الله علينا بالتحرير لم يجدد صاحب العمل إقامة زوجي، فاضطر إلى العودة الى وطنه، وخيرني إما أن أبقى في بلدي أو أطلب الطلاق.
فكرت كثيرا وقد نصحتني والدتي بالبقاء في الكويت وأن استمر في وظيفتي وأزوره في الاردن في الإجازات، لكنني رفضت لأنني أحب زوجي، فهو حنون وطيب ولم اجد منه إلا كل خير، ولا دخل لنا بالظروف السياسية التي حدثت مؤخرا.
كان قراري صدمة لجميع الأهل، لأنني قررت ان ارحل وأعيش معه في بغداد، أي في أرض الغزاة المعتدين. تحملت كل ما قالوه عني لأنني مؤمنة بأن السياسة قد تهدم بيتي وسعادتي، وأنا لا استطيع ان أفارق زوجي الذي أحبني وأحببته.
وتضيف (ع. ع):
أهم ميزة تحصل عليها الكويتية عندما تتزوج بكويتي هو شعورها بالأمان والاستقرار في وطنها، فهي تعيش بين أهلها وناسها وإذا ما حدث طلاق او انفصال فقد أنصفت المحكمة المرأة وأعطتها حقوقها كاملة. أما في حال زواج الكويتية بغير كويتي او أجنبي فإن له الحق في أن يأخذ أولاده إلى وطنه الأم ويتركها وحدها في بلدها ويحرمها حتى من رؤية أولادها، والقانون هنا لا ينصفها لأن الأولاد لابد ان يتربوا في وطنهم مع أبيهم.
حالة مختلفة
وإن كانت (ع. ع) قد هاجرت مع زوجها، فإن الأمر مختلف تماما عند (ن. ج) التي قالت:
تزوجت برجل عراقي الجنسية قبل الغزو، وعشنا في سعادة وحب الى ان جاء يوم الخميس الاسود الذي غزا فيه العراقيون أرض أجدادي، وهنا تغيرت علاقتي معه، فهو في نظري غاز لأنه عراقي، وإذا ما علقت على مشهد من مشاهد الغزو في التلفاز أخذ ينظر إلي نظرات غريبة، وكأنه يمنعني من التفوه بأي كلمة تمس وطنه.
وذات مرة قال لي: ان الوطن غال ولا أسمح لك بمثل هذه الألفاظ.
فكان جوابي ان الوطن غال ولن أعيش مع عراقي معتد، فطلقني واتفقنا ان يعيش الابناء معي، لأنه لا يرضى لهم عيشة الفقر والحصار الاقتصادي والذل والهوان في بلده، وقد منحتني الدولة حق الحضانة ولهم حق الجنسية لأنني مطلقة، وهم يعيشون معي ويزورون والدهم مرة كل عام في الأردن.
حل وسط
أما (س.س) فقد أوجدت حلا وسطا فهي متزوجة بعراقي ايضا، وقد تزوجته بعد قصة حب طويلة، وعندما جاء الغزو صارت في حيرة من أمرها، هل تطلب الطلاق وهو الذي عشقها وعشقته، هل ترحل معه وتترك الوطن والأهل؟
تقول (س.س):
احترت واستشرت واهتديت أخيرا الى ان أربي أولادي في الكويت حتى لايعيشوا حياة الفقر هناك، وأن أترك زوجي يعود الى وطنه بمفرده، على أن يزوره ابن
تم رقم جابر 0122
إرسال ردحذف9758337
انا جاز ٠١٢١٠٩٦٣٠٦١
إرسال ردحذف